بدأت قصتي في ساحل العاج عام 2016، لم تكن مدرسة تعليم خبازة بل مخبز، تعلمت على يد خباز أفريقي يُدعى "ديارا" معلمي الأول و القديم، صنعت الكرواسون حيث كان لديه إلمام كبير بالعجين، فهو مرجعي و المعلم و صديق الطحين، مازلت أتواصل معه وأبعث له الصور، علّه يفخر بتلميذه الذي كبُر، في ساحل العاج يأكلون خبز الباكيت الفرنسي و ليس لديهم مخبوز معين متوارث كما في باقي البلدان، و لكنهم يحبون الخبز الطازج الساخن والطري و المليان، كانوا يفرحون عندما أكون متواجدًا في العمل بينهم، و كنت بينهم في العمل متواجدًا كفردٍ منهم.
ثم في عام 2019 عدت إلى لبنان الزكية، و التحقت بدورة مخبوزات شرقية و فرنسية، و منذ ذلك الحين و أنا أعمل في مخبز للخميرة الطبيعية يُدعى Sourdough lebanon، عدت لكي أبدأ باحتراف المهنة عند أحد أقاربي، تعلمت الكرواسون بكل أنواعه و الباكيت، والخبز بقشور القمح و القمح الكامل، و الخبز بالكاكاو و الشوكولا و بالحليب، في لبنان تعلمت الجانب الشرقي من الخبز؛ كالبريوش على الطريقة اللبنانية و السورية، نضع بداخله التمر و نطلق عليه التمرية، و أحيانًا جوز الهند مع الزبيب، و المناقيش و المعجنات والخبز الشرقي بكل أنواعه حبيب، كما طورت نفسي من خلال المدرسة الفندقية، كانت دورة سريعة للشيف رمزي شويري، و كان كتاب الشيف خالد محمصاني بوابتي لدخول عالم الخميرة الطبيعية، اكتشفت نفسي و حُبي للخَبز و مدى الأهمية، أوجه له أطيب تحية، هو أهلٌ لأن نضع ثقتنا به؛ فهو يعطي ما لديه بكل شفافية.
من لبنان إلى ساحل العاج، ترحّل كثيرًا و تعلم أكثر لينقل لنا وصفة نعتبرها منهاج:
بدأت قصتي مع الكرواسون حين اضطررت إلى ترك العمل بسبب سوء الوضع الاقتصادي في مدينتي، ترحّلت كثيرًا و تعلمت أكثر، في كل منطقة كان تعامل الخبازين مع العجين مختلفًا، أستطيع القول أن كل تلك الاختلافات هي التي صنعت وصفتي.
Comentarios