البيئة المناسبة لتصبح خباز محترف

- خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود

لطالما اهتمت المملكة العربية السعودية بنشر وتعزيز في شتى المجالات و أحدها فنون الطهي، واعتنت بأبنائها الطموحين و أعدت البرامج التعليمية في المعاهد والجامعات و اهتمت برفع كفاءتهم من خلال إشراكهم المسابقات و الفعاليّات المحلية و العالمية، وأخيرًا دشنّت برنامج الابتعاث الثقافي للفنون المختلفة و كان لفنون الطهي نصيب الأسد؛ لترفع من ذائقة و براعة الطاهي الهاوي الشغوف ليصبح محترفًا، و النتيجة أكثر من 86 ألف من أبناء الوطن يحملون مسمّى طاهي، جميعهم مختصون بإعداد الأطباق المحلية والعالمية.

حينما أعدت الطاهي المحترف أصبح من السهل عليه اكتشاف خيرات أرضه الحبيبة، و التي تنتج أجود أنواع الحبوب ليحضّر من خلالها أشهى و أطيب المخبوزات، و مما زاد من القيمة الغذائية لحبة القمح السعودية هو وفرة ضوء الشمس بالمناطق الزراعية مثل الباحة و القصيم و نجران ، فاليوم أصبح من المألوف أن نرى مخابز أبناء وطننا في كل شارع و حي، مخبزًا مختصًّا يمتعنا بأجود و أطيب المنتجات.

كيف أصبحت أزمة الحجر المنزلي الفرصة الأمثل لتوسع مجتمع الخبازين؟

حينما باغتتنا الجائحة، كانت ممارسة الخَبز أحد الأنشطة الذي تبعث على الطمأنينة و تخفيف حدة القلق من ذلك المجهول، آنذاك انتشر وسم #STRESSBAKING المتواجد على منصات التواصل الاجتماعي و الذي يعني (ممارسة الخَبز لتخفيف التوتر) الأمر الذي دفع الكثير من الأشخاص حول العالم لتحضير المخبوزات في المنزل، مما منح العديد من الهواة الفرصة الأمثل لممارسة هواية الخَبز مع العائلة، و قص قصصهم و مشاركة تجاربهم عبر منصات التواصل المختلفة، لم تكن مجرد ممارسة للهواية، بل كانت طريقة في ارتفاع ذائقتنا وتعلم مهارة جديدة و التعرف على الهاويين و المحترفين بالمنطقة العربية، العامل الكبير الذي ساهم في توسع مجتمع الخبازين، حتى تحولت ممارسة الخَبز من وسيلة لتخفيف التوتر إلى فن و مهارة نتعلمها و نسعى لإتقانها.

لوحظ بعد الأزمة ازدياد أعداد الهواة المقبلين على تعلم فنون الخبز، مما دعا بعض الشركات المحلية إلى تكوين مجتمعات متخصصة بفن الخبازة باللغة العربية مروجة بذلك منتجاتها، و مؤسسات أكاديمية تسعى لإقامة ورش عمل تدريبية لتقنيات الخبز الأوروبية و الحلويات، لم تكن مجرد أخبار على الشريط بل جرعة تحفيزية لنا نحن حتى نقوم باستحداث مجتمع يمكّن الهواة و المحترفين من مشاركة خبراتهم و تجاربهم على أرض الواقع، في بيئة تشبع فضولهم و تنمي مهاراتهم و توسع ذائقتهم.

ما هي المبادرات المقدمة للطهاة في المملكة العربية السعودية؟

منصة هاوي:

أحد مبادرات برنامج جودة الحياة، تعمل المبادة على تفعيل و تطوير قطاع الهوايات في السعودية، من خلال إنشاء و تسجيل أندية الهواة و تقديم الدعم اللازم لهم.

اضغط هنا، للتسجيل في منصة هاوي.

حاضنة كوّن:

هذه المبادرة مقدمة من هيئة فنون الطهي، و هي برنامج دعم للطهاة و رواد الأعمال الممارسين في قطاع المأكولات و المشروبات، و أهم أهدافه: تعزيز حضور المملكة العربية السعودية لتكون الوجهة الأولى للمذاقات الفريدة و الغنية في الشرق الأوسط و العالم.

اضغط هنا، للتسجيل في حاضنة كوّن.

مهرجان فيست:

للطعام السعودي، احتفالية تقدمها هيئة فنون الطهي، للاحتفال بتراث الأكل السعودي، و أهم أهدافه: توفير منصة محلية تحتفي بالأكل السعودي و تمكين الطهاة السعوديين من المنافسة في عرض أطباقهم.

اضغط هنا، للتسجيل في مهرجان فيست.

كيف هيأت البيئة السعودية الخصبة إنضاج فكرة جلوتن؟

انحيازنا لثقافتنا العربية السعودية ساهم في تبني فكرة (المرجع العربي المختص في الخبازة)، أرض طيبة و موراد جيدة، نبني مجتمعًا تستطيع من خلاله مشاركة مهارتك أو اكتساب مهارات مختلفة، في جلوتن نكتب و نخبز و ننشر بالعربية السعودية.