للناس فيما يهربون إليه مذاهب، بالنسبة لي كان الخَبز هو المذهب و المهرب، حتى بات هو المطلب.
من رفض طعم الساوردو إلى تأييد وصفاته، وابتكار نكهاته، وصولًا إلى وزنية مكوناته، من بُغض رائحة الستارتر الرديئة إلى دراسة علم ميكروبات الخميرة، دفعتني قلة محتوى الخبازة إلى البحث باللغة الإنجليزية، و التعلم من المصادر الأجنبية، سبقتها وعودي لأمي بتقديم أفضل ساوردو بالكليّة، كانت تجربتي الأولى للخميرة فاشلة و كارثية، حتى استطعت إتقان خميرتي الطبيعية، أسميتها خُمَيرة.
ظلّت معي خُميرة أربعة أعوام، صنعتها بدقيق الجاودار اللاذع، حيواني الأليف أحببتها، اهتممت بها و تابعتها، أعطيتها وقتي و جهدي فأعطتني أسرار لذّتها، خبزت بها العجين و أعطيت كل من حولي حصّته، حُبّي لطقوس التخمير طال كل من يريد أن يصنع خاصّته.
فضولي بالخبازة أرشدني إلى جلوتن، إيمانًا بأن التعلم لا يتوقف ولا ينتهي أحببت المساهمة فيه بقصتي و وصفتي."
حينها شاركتنا إيمان قصة لقائها الأول بخبز الفوكاشيا، تقول:
كنت برفقة والدتي في زيارة لإحدى المخابز في مدينة الطائف، كان بأحد أركانه أرفف خشبية، تُعرض عليها أنواع من المخبوزات الشهية، شدّ انتباهي قطعة زُيّنت بالأعشاب والطماطم الكرزية، اسمها رنّانًا "فوكاشيا"، هكذا كان لقائي الأول بك، منذ النظرة الأولى شعرت بلذّتك.
Comments