top of page

منال صلاحات

تحكي لنا عن رائحة و طعم المخبوز الذي عاد بها إلى ريف الديار، تقول:


بدأت رحلتي منذ نعومة أظافري، كنا نعيش في بلاد الغربة حيث تتنوع الثقافات، و تمتزج الحضارات، كانت ثقافة الطعام من أكثر الأشياء جاذبية بالنسبة لي، في الطابق العلوي لنا جيران من جمهورية مصر الشقيقة، كانت العوائل في الشقق المجاورة يتهادون أصنافًا من الفطيرة، كنوع من التواصل و الألفة في شهر رمضان الفضيل، شهر خير بلا مثيل.


من ضمن الأطباق التي كنا ننتظرها بلهفة؛ المشلتت بالزبدة الفلاحية، نكهته زكية، بجانبه طبق صغير من العسل الأبيض، و آخر من العسل الأسود، كانت رائحة هذا النوع من المخبوزات تتجاوز الوصف، مما يجعلني أسافر في مخيلتي إلى الريف المصري لا أدري كيف! و الذي يُسمى "الغيط"، مليءٌ بأشجار خضراء كبيرة، مزروعة على مساحات واسعة وكثيرة، كنت دائمًا ما أحتفظ بقطعة صغيرة حتى يتسنى لي تناولها في اليوم التالي.


مضى الزمان حتى كبرت وعدت إلى بلدي، لكن رائحته و نكهته بقت عالقة في ذهني، بدأت رحلة البحث و التجربة، و العمل و الفشل، و التكرار و الاستمرار، حتى وصلت إلى أرض أعرفها، و نكهة لطالما ألِفتُها، تلك التي في ذاكرتي. شعرت حينها بالرضا عن نفسي، وأصبح أطفالي يحبونه، و يتشوقون إلى موعد تحضيره و ينتظرونه، كما كنت أفعل! بفارغ الصبر.




حينها شاركتنا وصفة ( الفطير المشلتت) من قلب الأرض الطيبة، تقول:

من صعيد مصر خبز فلاحي، مخبوز بالزبدة و السمنة البلدية، مع القليل من الفول و الدقة الملكية، قشطة و مربى ومشمش، و لبنة مكورة في يوم مشمس.







٥ مشاهدات

أحدث منشورات

عرض الكل

عاشة

جلوتن
bottom of page